سيدنا إدريس عليه السلام
0
هو إدريس بن يارد بن مهلائيل ، وينتهى نسبه إلى شيث بن آدم عليه السلام. إسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ)وهو أبو جد سيدنا نوح عليه السلام. وهو أول بنى آدم أعطى النبوة بعد سيدنا آدم وشيث عليهما السلام. وهو أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة سيدنا آدم عليه السلام 308 سنوات، لأن سيدنا آدم عليه السلام عاش زهاء 1000 ألف سنة.0
0
ولد سيدنا إدريس ببابل ، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم عليه السلام. ولما كبر أتاه الله النبوة وأنزل عليه ثلاثون صحيفة تدعو إلى وحدانية الله.وقد آمن به ألف إنسان وخالفه جمع غفير. ، ثم نوى الرحيل بمن آمن من الناس وقال لهم: إذا هاجرنا رزقنا الله. وخرجوا إلى أن وصلوا أرض مصر ورأوا النيل فسبح سيدنا إدريس لله. 0
0
أقام سيدنا إدريس بمصر وأخذ يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق. وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله وإلى عبادة الخالق جلا وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في الدنيا الفانية.وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة، وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر في كل شىء من المشروبات، وشدد فيه أعظم تشديد.0
0
وقيل أنه في زمن سيدنا إدريس كان الناس يتكلمون بإثنان وسبعون لساناً (أى لغة) وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعاً ليعلم كل أناس منهم بلسانهم. وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها. وانشئت في زمانه مائة وثمانية وثمانون مدينة. 0
0
وقد اشتهر سيدنا إدريس بالحكمة، فمن حكم قوله(خير الدنيا حسرة، وشرها ندم)، وقوله ( السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحه)، وقوله ( الصبر مع الإيمان يولد الظفر). وهو أول من خاط الثياب ولبسها وأول من نظر في علم النجوم وسيرها. 0
0
وعن وفاته، قال الله تعالى:" ورفعناه مكاناً علياً"، فالله سبحانه وتعالى أوحى إلى إدريس عليه السلام " إنى أرفع لك كل يوم مثل عمل بنى آدم"، فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال له: إن الله أوحى إلى كذا وكذا، فكلم ملك الموت حتى أزداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً، فكلم ملك الموت في الذى كلمه فيه سيدنا إدريس ، فقال: وأين إدريس؟ فقال: هو ذا على ظهرى، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لى أقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك.0