أخبر الله سبحانه وتعالى الملائكة بأنه سيخلق بشراً يكون له خليفة في الأرض. ورد الملائكة : أتجعل في الأرض من يفسدها ويسفك الدم فيها؟ ويوحى قول الملائكة بأنه كانت لهم تجارب سابقة في الأرض أو هو إلهام وبصيرة. 0
0
ثم جمع الله تعالى قبضة من تراب الأرض ، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر (لهذا يكون الناس من ألوان مختلفة) ومزج التراب بالماء فصار صلصالاً من حمأ مسنون.ثم تعفن الطين وانبعثت رائحة.وكان إبليس يمر عليه ويعجب أى شىء يصير هذا الطين؟
0
من هذا الصلصال خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم ... سواه بيديه سبحانه، ونفخ فيه من روحه سبحانه، فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فوجد الملائكة كلهم ساجدين له ... ما عدا إبليس.. فوبخ الله تعالى إبليس لرفضه السجود لما خلق، فرد إبليس بمنطق يملأه الحسد:" أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين". هنا أمر الله تعالى بطرد إبليس: قال "فاخرج منها فإنك رجيم" ولا نعلم هل أمر الله اخراج إبليس من الجنة أم من رحمة الله؟
0
ثم علم الله آدم وهو يسلمه مقاليد الخلافة ، سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها رموزاً لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة. وهى قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض.0
0
كان يحس آدم بالوحدة وهو في الجنة فخلق له الله تعالى من ضلعه وأسماها آدم حواء. لم يعد يحس آدم بالوحدة وكان يكلم حواء كثيراً . وقد سمح الله تعالى لهما بأن يقتربا من كل شىء إلا شجره واحدة. وأطاع آدم أمر ربه.0
0
ولكن آدم انسان والإنسان ينسى ، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس انسانية آدم ، وجمع كل حقده في صدره وراح يوسوس في نفس آدم يوما بعد يوم ليأكل من الشجرة التى حرمها الله عليه وعلى زوجه، والتى ستخعله مخلداً. ومرت الأيام وآدم وحواء يفكران في هذه الشجرة. ثم قررا يوماً أن يأكلا منها ، نسيا أن الله تعالى حذرهم منها، ونسيا أن إبليس هو عدوهما. 0
0
ومد آدم يده وقطف أحد الثمار وقدمه لحواء ، وأكل الإثنان معاً من الثمرة المحرمة. وليس صحيحاً ما تذكره كتب اليهود من ان حزاء أغوت آدم ليأكل من الشجرة. إن نص القرآن لا يذكر حواء ، إنما يذكر آدم كمسؤول عما حدث. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء وأخطا آدم بسبب الفضول.0
0
لم يكد ينتهى آدم من الأكل حتى اكتشف أنه عارٍ وزوجته عارية ، وأخذا يقطعان ورق الأشجار لستر عورتهما. وأصدر الله تعالى أمره بهبوط آدم وزوجته إلى الأرض. واستغفر آدم ربه فغفر له. يتصور بعض الناس بأن آدم هو سبب خروج البشرية من الجنة، ولولا آدم لكنا نعيش في الجنة، وهذا التصور خاطىء لأن الله تعالى قال:" سأجعل في الأرض خليفة". ولم يقل سأجعل في الجنة خليفة.0
0
لم يكن هبوط آدم هبوط إهانة، إنما هبوط كرامه كما يعلم العارفون بالله، كان الله تعالى يعلم بأن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة، ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكن في الجنة فكانت ركناً من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء وجنسهما من بعدهما أن الشيطان اخرج أبويهم من الجنة. وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.0
0
ولا يذكر لنا القرآن الكريم عن حياة سيدنا آدم في الأرض ولكن كانت حواء تلد فى البطن الواحد إبنا وبنتاً ثم في البطن الثانى إبنا وبنتاً ، فيحل زواج إبن البطن الأول من البطن الثانى. ويقال أن قابيل يريد زوجة هابيل لنفسه فأمرهما أبوهما آدم بأن يقدما قرباناً ، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل.وغضب قابيل، وقال له أخوه إن الله يتقبل ممن يشاء، وإذا رفعت يدى لتقتلنى لن أرفع يدى لأقتلك، أريدك أن تأخذ إثمى وإثمك. إنتهى الحوار بينهما.وبعد أيام وبينما كان هابيل نائماً وسط غابة مشجرة ، فقام إليه أخوه قابيل وقتله، ثم جلس بجانب أخيه المقتول. كان هابيل أول انسان يموت في الأرض ولم يكن دفن الموتى قد عرف بعد.فحمل قابيل جثة أخيه هابيل وراح يمشى بها. ثم رأى قابيل غراباً حياً بجانب غراب ميت. وضع الغراب الحى الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره ، وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر، وعاد يهيل عليه التراب.وبعدها طار في الجو وهو يصرخ.0
0
اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار ، فأحرقه الندم.واكتشف أنه وهو الأسوء والأضعف قد قتل الأفضل والأقوى. واهتز جسده ببكاء عنيف وراح ينشب بأظافره الأرض وبدأ يحفر قبر أخيه. وحزن سيدنا آدم حزناً شديداً على خسارته فى ولديه، فأحدهما مات ، والآخر كسبه الشيطان.صلى آدم على إبنه، وعاد إلى حياته علي الأرض ، إنساناً يعمل ويشقى ليصنع خبزه، ونبياً يعظ أبناءه واحفاده ويحدثهم عن لله ويدعوهم إليه. ويحكى لهم عن إبليس ويحذرهم منه، ويقص لهم قصته مع إبليس وقصته مع إبنه قابيل وكيف دفعه لقتل شقيقه.0
0
وكبر آدم ، ومرت سنوات وسنوات. وعندما حضر الموت سيدنا آدم ، قال لبنيه: إنى أشتهى من ثمار الجنة، فذهبوا يطلبون له ، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم كفونه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحى والمكاتل، فقالوا لهم: يا أبناء آدم ما تريدون وما تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، وقالوا لهم: ارجعوا فقد قضى أبوكم. فجاؤوا ولما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عنى فإنما أتيت من قبلك ،فخلى بينى وبين ملائكة ربى عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه، وصلوا عليه وأدخلوه قبره، ثم حثوه، ثم قالوا: يابنى آدم هذه سنتكم.0
0
وفى موته يروى الترمذى: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو النعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابى صالح، عن أبى هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لما خلق الله آدم مسح على ظهره، فسقط من ظهره كل نسمه هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة.وجعل بين عينى كل انسان وبيصاً من نور. ثم عرضهم على آدم فقال:أى رب من هؤلاء؟ قال : هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص بين عينيه، فقال: أى رب من هذا؟ قال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود ، قال: وكم جعلت عمره؟ قال: ستين سنة. قال: رب زده من عمرى أربعين سنة. فلما إنقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، فقال: أولم يبقى من عمرى أربعون سنة؟ قال: أولم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد آدم، فجحدت ذريته، ونسى آدم، فنسيت ذريته، وأخطأ آدم فأخطأت ذريته.0
0
من كتاب من قصص الأنبياء
