ونحن في بدايات الألفية الثانية ننظر إلي وطننا الحبيب الكويت نجده قد تخلف كثيراً عن أقرانه من الدول المجاورة والتي كنا قد سبقناهم في بداية الستينات. ماذا حدث؟ لماذا توقفت الخطط التنموية؟ أين المثقفين الذين درسوا في الخارج؟
إن الجواب بسيط. طمع وحسد ومكابر البعض هو ما أدى بنا إلي ما نحن عليه الآن. لقد عانينا طوال الخمس عشر سنة الماضية من جشع البعض الذى طغى على أى انجاز ممكن تحقيقه. أصبحت المناصب فرصة للطامعين بتكوين الثروة التى طالما حلموا فيها بأقل مجهود. كلمة السر أو مفتاح الكنز كان التقرب لذوى النفوذ حتى تصبح سرقة المال العام حلال وحق مكتسب
لقد تنافس الشيوخ خلال الأعوام المنصرمة إلي جمع عدد كبير ممن يمكن شراءه بالمال وذلك لتسهيل أمورهم على كافة المستويات وفي كافة الأمور إلي أن وصل بنا الحال إلي خوف البعض من التواجد مع الشيوخ خشية أن يطلق عليه من الحاشية أو التابعين. وأصبح الاعتذار عن قبول المناصب سمة الكويتيين الشرفاء ليقيينهم بأن وجودهم في هذه المواقع قد يدمر سمعتهم لمجرد قبولهم
لقد استطاع الشيوخ على مدى السنوات من تكوين قاعدة كبيرة من الأشخاص الموالين ولكن دون فكر أو علم مما أدى إلي تدهور الخدمات والوزارات والموسسات التابعة للحكومة لغياب ذوي الخبرة واعتلاء أشخاص بلا خبرة أو خلفية لقيادة مناصب ومواقع مهمة
لقد وصل بنا الحال إلي القبول الدائم بالحلول المؤقتة وكأن البلد لا يوجد بها أشخاص قادرين على وضع استراتيجيات وخطط مستقبلية للارتقاء بالكويت . إن من أهم أسباب فشل الكويت في التميز بأى مجال أو تنظيم علمى أو رياضى أو فنى ، هو سعى القائمين أو المشرفين على هذه التنظيمات إلي الهبش المادى من المخصصات والتى بالنهاية تؤدى إلي صرف ربع هذه المبالغ على التنظيم والباقي تنفيع لأشخاص قلة سعوا ولا يزالون يسعون إلي تشويه سمعه الكويت محلياً ودولياً
هل يعتقد الشيوخ بأن لا أحد يعلم ماذا يفعلون؟ لقد قام العديد من الشرفاء ولا يزالون بالتحدث مع الشيوخ ونصحهم بأن ما يقومون به ليس فى صالح الشعب ولا في صالحهم، ولكن للأسف يعتقد البعض منهم أن ليس من حق الشرفاء الحديث أو المطالبة بأنى شىء والرضا بالقليل والحلول المؤقتة
فيا أيها الكويتى أحمد الله على النعمة التى أنت فيها، تقف طوابير على مستوصف واحد في العاصمة يومى الخميس والجمعة حتى تتمكن من ادخال طفلك المريض على الدكتور. تدفع رشاوى للمدرسين حتى ينجح أبناؤك في المراحل الدراسية المختلفة. تمضى أيام عدة في المستشفى فى سرير عمومى لأن الغرف محجوزة للشخصيات. تدفع مبلغ كبير لمشاهدة مطرب مشهور في صالة التزلج بدون عشاء وممنوع ادخال المأكولات والمشروبات إلي داخل الصالة. تعيش حالة قلق كل صيف خوفاً من انقطاع الكهرباء والشح في المياة. وغيرها وغيرها. وإذا تكلم المواطن واشتكي قالوا أحمد ربك على النعمة التى أنت فيها غيرك مو لاقي يأكل
نحن والحمد الله حاميدين الله سبحانه وتعالى ولكن أنتم من لم يحمده. لماذا نقبل بالعيش القليل والترقع وعدم التخطيط بينما بامكاننا أن نكون من الدول المتقدمة مادياً وعلمياً وفكرياً. لماذا أقطع الكهرباء عن البيوت في الصيف اللاهب ولا يكون هناك خطة لزيادة الطاقة الكهربائية تتناسب مع الزيادة العمرانية المفاجئة والتى أحاطت الكويت بناطحات السحاب في مختلف المناطق. لماذا لا نزال نتهم المواطن الكويتى بانه من يبذر الماء بغسل السيارات باستخدام الهوز!!! وننسى العمارات والفنادق التى تم بناؤها في سنة واحدة فقط !!! لماذا يقارن التلفزيون بشكل يومى استهلاك الماء والكهرباء بالعام الماضى ويتناسى الزيادة الغير مدروسة للعمالة الوافدة. هل هذا استعباط أو استخفاف بالعقول
لا أيها الشيوخ لقد طفح الكيل، وأصبح تذمر الشعب من إدارتكم السيئة لشئون البلاد حديث كل مجلس. فكفى استخفاف بالعقول وكفى مكابرة والتفتوا إلي وطننا الحبيب وحاولوا اللحاق بالركب قبل فوات الأوان فلم يبقى مواطن يستطيع بعد وجود الاعلام الخارجى من تصديق كلماتكم بأن تنظيمكم للمحافل ناجح أو تخطيطكم قد أتى ثمارة . لقد رأينا كيف دول شقيقة أقامت ونظمت البطولات وكأننا في احدي دول العالم الكبرى. ونحن أقمنا كأس الخليج في نادى الكويت!!! والكل يعرف الفوضى والمحسوبية التى عمت دخول الجمهور وكيف أن الماء كان ينزل من جهة ولا ينزل من أخري في الأوبريت. وتفاجؤكم بالجمهور الغفير الذي حضر وكأن شعب الكويت بضعة آلاف وليس مليون حسب آخر تعداد بفضل التجنيس العشوائى
فيا شيوخنا استمعوا لشعبكم واجعلوا كويتنا تعود درة للخليج لأبنائنا وأحفادنا، ولنبعد الحاقدين الطامعين عن قيادة الكويت إلي الهاوية. استمعوا لصوت الحق ولا تكابروا
