Wednesday, June 21, 2006, posted by العين الساهرة at 11:22 AM
بدت شاحبة ، كهله ، حزينه، هموم الدنيا ملئت تعابير وجهها، غزاها الكبر سريعاً. في الأمس القريب كانت شابة نحتفل معها ببلوغها الخامس والعشرين. ماذا حدث؟ لماذا أنت حزينة؟ ما هذه الدموع؟ لم تجب وشاحت بوجهها بعيداً حتى لا أرى بكاءها. رق قلبى لحالها. سألتها مرة أخرى ، أخبرينى ماذا حدث من فعل بك هذا؟ من جعلك بهذا الحزن؟ أجابت بصوت يعتصره الألم والدموع تملأ عيناها إنهم أبنائى. أبناؤك؟ ماذا فعلوا أبناؤك؟ باعونى. باعوك؟ كيف باعوك ؟ ولمن؟ باعونى لمصالحهم ، ورثونى وأنا لا أزال أتنفس. ماذا سيفعلون بعد مماتى!! خسارة على عمرى الذي أفنيته في رعايتهم، وحبهم واغداغهم بالحب والحنان والكرم. هل هذا هو جزاء الاحسان. يبيعونى ليقبضوا ثمنى دنانير . خسارة على تلك الأيام عندما كنا نعيش على صيد السمك وتجارة اللؤلؤ. كانت النفوس صافية والقلوب حانية. لم تكن طامعة. كانت قانعه بالقليل. كنت أحضن أبنائى كل يوم وأدعو الله لهم الرزق الكثير. وعندما من الله علينا بالخير تبدلت النفوس. وكشروا عن أنياب لم أرها من قبل. ماذا حدث لكم يا أبنائى ما الذي بدل حالكم؟ إنها شهوة النفس التي قتلت كل القيم التي غرستها فيهم . اليوم أصبحت بلا أبناء . ذهبوا يستبقون الحصول على الثروة. وبقيت أنا وحيدة أسأل الله لهم المغفرة والهداية. إن جرحي كبير ولا يستطيع الزمن اصلاحه. إننى راحلة ، لا أستطيع البقاء. أدمعت عينى من كلامها وحزن قلبى على حالها. لكننى قلت لها لا تحزنى يا حبيبتي . إن أبناؤك الصغار لن يتخلوا عنك. إنهم اليوم يدافعون عنك. عن حقوقك التي سلبها أخوتهم. أبشرى إن الله معك. سترين، ستقطفين ثمار غرسك بإذن الله. لن يتركك أبناؤك اليوم مهما حصل. إنهم اليوم أقوى من الأمس. افرحى فأبناؤك سيسجلون تاريخاً جديداً.
هل هناك أغلى من حب الوطن؟

29/6/2006